شهدت أسواق الذهب العالمية والمصرية اليوم الاثنين 27 أكتوبر 2025 هبوطًا ملحوظًا في الأسعار، حيث فقد المعدن النفيس أكثر من 50 جنيهًا محليًا دفعة واحدة، بالتزامن مع تراجع السعر العالمي دون مستوى 4000 دولار للأونصة لأول مرة منذ أسابيع، في ظل تحسن العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة.
أسعار الذهب في مصر اليوم بعد الهبوط الكبير
سجلت أسعار الذهب اليوم في مصر انخفاضًا واضحًا في جميع الأعيرة، وسط حالة من الترقب لدى المتعاملين في السوق المحلي، بعد موجة من الارتفاعات خلال الأسبوع الماضي. وجاءت الأسعار على النحو التالي:
- عيار 24: 6131 جنيهًا للجرام
- عيار 21: 5365 جنيهًا للجرام
- عيار 18: 4598 جنيهًا للجرام
- الجنيه الذهب: 42920 جنيهًا
ويُلاحظ أن العيار الأكثر تداولًا في السوق المصري (عيار 21) فقد أكثر من 50 جنيهًا مقارنةً بتعاملات أمس، وهو ما انعكس مباشرة على حركة الشراء والبيع داخل محلات الصاغة.
الذهب عالميًا يتراجع دون 4000 دولار للأونصة
على الصعيد العالمي، انخفضت أسعار الذهب الفورية بنسبة 2.9% لتصل إلى 3993 دولارًا للأونصة خلال تعاملات مساء الاثنين، كما تراجعت العقود الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 3.15% إلى 4008 دولارات، وهو أدنى مستوى يسجله الذهب منذ مطلع أكتوبر الجاري.
وجاء هذا التراجع الحاد بعد أن أظهرت مؤشرات اقتصادية إيجابية على تحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى إلى انخفاض حدة التوترات التجارية التي كانت تدعم سابقًا الطلب على الذهب كملاذ آمن للمستثمرين.
أسباب هبوط أسعار الذهب اليوم
يُرجع الخبراء هذا الهبوط الكبير إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية، من أبرزها:
-
تحسن العلاقات بين واشنطن وبكين
أدت الاجتماعات الأخيرة بين ممثلي البلدين إلى تهدئة النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، مما قلل من الإقبال على الذهب كأصل آمن. -
قوة الدولار الأمريكي
شهد الدولار ارتفاعًا أمام سلة من العملات الرئيسية خلال تعاملات اليوم، مما ضغط على أسعار الذهب المقوّمة بالدولار، إذ يجعل ارتفاع الدولار المعدن الأصفر أكثر كلفة لحائزي العملات الأخرى. -
تراجع الطلب على الاستثمار في الذهب
مع عودة شهية المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم والسندات، تراجع الإقبال على المعدن النفيس، خاصة بعد صدور بيانات أمريكية إيجابية عن معدلات النمو والتوظيف. -
توقعات الفائدة الأمريكية
تشير التوقعات إلى احتمال استمرار الاحتياطي الفيدرالي في تثبيت أسعار الفائدة خلال الاجتماعات المقبلة، وهو ما يزيد الضغط على الذهب الذي لا يدر عائدًا ثابتًا مقارنة بالأدوات المالية الأخرى.
كيف يتأثر السوق المصري بهبوط الذهب عالميًا؟
يعد السوق المحلي المصري من أكثر الأسواق حساسية تجاه تغيرات الأسعار العالمية، نظرًا لاعتماد الأسعار داخليًا بشكل مباشر على سعر الأونصة في البورصة العالمية وسعر صرف الدولار مقابل الجنيه.
وبحسب خبراء الذهب، فإن التراجع الحالي قد يشجع على زيادة الإقبال على الشراء خاصة من قبل المقبلين على الزواج أو المستثمرين الصغار الذين ينتظرون فترات الانخفاض للشراء، متوقعين أن يستمر التذبذب في الأسعار خلال الأسبوع الجاري مع مراقبة تحركات الأسواق العالمية.
متى قد تعود الأسعار للارتفاع مجددًا؟
يتوقع المحللون أن يظل الذهب متأثرًا بالعوامل الاقتصادية العالمية خلال الفترة المقبلة، إلا أن أي توتر جيوسياسي أو بيانات سلبية في الاقتصاد الأمريكي قد تدفع الأسعار للصعود مجددًا فوق مستوى 4000 دولار.
ويرجح الخبراء أن يشهد السوق العالمي حركة تصحيحية صعودية طفيفة خلال الأيام القادمة إذا استقرت الأوضاع الاقتصادية، مع بقاء الذهب في نطاق تذبذب بين 3950 و4100 دولار للأونصة حتى نهاية الشهر.
نصائح للمتعاملين في سوق الذهب
- يُفضل الشراء التدريجي خلال فترات الهبوط الحالية، خاصة للمستثمرين على المدى الطويل.
- مراقبة سعر الدولار في السوق المحلية، لأنه العامل الأكثر تأثيرًا بعد السعر العالمي.
- تجنب البيع العشوائي في فترات التراجع المفاجئ، لأن الأسعار قد تعاود الارتفاع مع أي اضطراب اقتصادي عالمي.
الخلاصة
سجلت أسعار الذهب اليوم هبوطًا كبيرًا في مصر والعالم، ليصل عيار 21 إلى 5365 جنيهًا، بينما تراجعت الأونصة عالميًا إلى 3993 دولارًا، متأثرة بتهدئة التوترات التجارية وتحسن مؤشرات الاقتصاد الأمريكي والصيني.
ويرى المحللون أن هذا التراجع قد يكون فرصة للشراء قبل أي موجة صعود جديدة محتملة، خصوصًا إذا عادت الأسواق العالمية للتقلب في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية المستمرة.
