Ad

أعراض نقص الحديد التي يجب أن تعرفها

 



يُعتبر الحديد من أهم المعادن التي يحتاجها الجسم للحفاظ على الصحة والطاقة، فهو المسؤول الرئيسي عن تكوين الهيموغلوبين في خلايا الدم الحمراء، وهو البروتين الذي ينقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنسجة الجسم. وعندما ينخفض مستوى الحديد، يقل إنتاج الهيموغلوبين، مما يؤدي إلى ما يُعرف باسم فقر الدم الناجم عن نقص الحديد — أحد أكثر أنواع الأنيميا انتشارًا في العالم.

رغم أن نقص الحديد قد يبدو بسيطًا في بدايته، إلا أن تجاهله يمكن أن يؤدي إلى أعراض خطيرة تؤثر على القلب، الدماغ، والمناعة. في هذا المقال سنستعرض أهم أعراض نقص الحديد التي يجب الانتباه لها، مع شرح أسبابها وكيفية التعامل معها بشكل صحيح.


أولًا: الشعور الدائم بالتعب والإرهاق

التعب المزمن هو العلامة الأكثر شيوعًا لنقص الحديد. فعندما لا يحصل الجسم على كمية كافية من الأكسجين بسبب انخفاض الهيموغلوبين، تبدأ الخلايا في إنتاج طاقة أقل.
يشعر المصاب بأن جسده "منهك" حتى بعد نوم كافٍ، وقد يجد صعوبة في التركيز أو أداء الأنشطة اليومية البسيطة.

النساء أكثر عرضة لهذا العرض، خصوصًا أثناء فترات الدورة الشهرية أو الحمل، حيث يفقدن كميات أكبر من الحديد.


ثانيًا: شحوب البشرة أو تغير لونها

الحديد يمنح خلايا الدم الحمراء لونها الأحمر المميز، لذا فإن نقصه يؤدي إلى شحوب الجلد والشفاه والجفون الداخلية.
يمكن للطبيب اكتشاف ذلك بسرعة بمجرد النظر إلى باطن الجفن السفلي — فإذا كان باهتًا بدلًا من الوردي، فهذه علامة محتملة على فقر الدم.

يظهر الشحوب بشكل أوضح على الوجه، الأظافر، والشفاه، وهو ناتج عن قلة تدفق الدم المؤكسج في الأنسجة.


ثالثًا: ضيق التنفس وسرعة ضربات القلب

عندما تقل كمية الأكسجين التي تصل إلى العضلات والأعضاء، يحاول القلب التعويض بضخ الدم بسرعة أكبر.
يلاحظ المريض أنه يتنفس بصعوبة أثناء المجهود البسيط، مثل صعود السلم أو المشي لمسافة قصيرة، حتى لو لم يكن يعاني من أي أمراض قلبية أو رئوية.

هذه الأعراض تتفاقم تدريجيًا مع استمرار النقص، وقد تؤدي في الحالات المتقدمة إلى خفقان واضح في القلب أو دوخة مفاجئة.


رابعًا: الدوخة والصداع المتكرر

الدم الفقير بالأكسجين لا يغذي الدماغ جيدًا، ما يسبب الدوار، الصداع، أو الشعور بعدم الاتزان.
وفي بعض الحالات، يعاني المصاب من صعوبة في التركيز أو بطء في التفكير، خاصة أثناء العمل أو الدراسة.

يحدث ذلك لأن الدماغ يحاول الحفاظ على أدائه رغم نقص الأكسجين، مما يؤدي إلى إجهاده المستمر.


خامسًا: تساقط الشعر وضعف الأظافر

من العلامات الجمالية لنقص الحديد تساقط الشعر بشكل ملحوظ وضعف الأظافر أو تقصفها.
يحتاج الشعر والبشرة إلى تدفق دم غني بالأكسجين والعناصر الغذائية لينموا بشكل صحي، وعندما ينخفض الحديد، يقل هذا الإمداد الحيوي.

قد تظهر أيضًا حالة تُعرف بـ«الأظافر الملعقية» (Koilonychia)، حيث تصبح الأظافر رقيقة ومقعّرة من المنتصف.


سادسًا: برودة اليدين والقدمين

الحديد يلعب دورًا في تنظيم درجة حرارة الجسم. فعندما يقل مستواه، يصبح تدفق الدم إلى الأطراف أضعف، ما يؤدي إلى الإحساس بالبرودة الدائمة في اليدين والقدمين حتى في الأجواء المعتدلة.

هذا العرض يرتبط عادةً بنقص الحديد المزمن، وهو مؤشر على تراجع كفاءة الدورة الدموية.


سابعًا: ضعف المناعة وكثرة الإصابة بالعدوى

يساهم الحديد في دعم جهاز المناعة عبر إنتاج خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن محاربة الفيروسات والبكتيريا.
وعند نقصه، تضعف قدرة الجسم على مقاومة الأمراض، فيصبح الشخص أكثر عرضة لنزلات البرد والالتهابات المتكررة.

كما أن الجروح قد تلتئم ببطء، لأن الأنسجة لا تحصل على ما يكفي من الأكسجين لبناء خلايا جديدة بسرعة.


ثامنًا: اضطرابات في الشهية والمذاق

قد يعاني بعض الأشخاص من رغبة غريبة في تناول مواد غير غذائية مثل الثلج أو الطين أو الورق، وهي حالة تُعرف باسم pica، وترتبط غالبًا بنقص الحديد.
كما قد يتغير طعم الأطعمة، أو يشعر المريض بمرارة في الفم، أو يفقد شهيته تدريجيًا.

يحدث هذا نتيجة لتأثير نقص الحديد على مستقبلات التذوق والشم في الدماغ.


تاسعًا: تورم أو التهاب اللسان والفم

يظهر لدى بعض المصابين احمرار أو انتفاخ في اللسان (التهاب اللسان)، مع شعور بالحرقان وصعوبة في البلع أو الكلام.
وقد تظهر أيضًا تشققات عند زوايا الفم (التهاب الشفاه الزاوي)، وهي من العلامات الكلاسيكية لفقر الدم الناتج عن نقص الحديد.


عاشرًا: اضطراب النوم وعدم انتظام دقات القلب أثناء الليل

أشارت بعض الدراسات إلى أن نقص الحديد يمكن أن يسبب متلازمة تململ الساقين، وهي رغبة لا إرادية في تحريك الساقين أثناء الراحة أو النوم.
كذلك قد تظهر نوبات من تسارع ضربات القلب ليلًا نتيجة نقص الأكسجين، مما يؤثر على جودة النوم ويزيد الشعور بالإجهاد صباحًا.


أسباب شائعة لنقص الحديد

لفهم الأعراض جيدًا، لا بد من معرفة الأسباب التي تؤدي إلى نقص هذا المعدن، ومن أبرزها:

  1. فقدان الدم بسبب الدورة الشهرية الغزيرة أو النزيف الداخلي.
  2. نقص الامتصاص في الجهاز الهضمي، كما في حالات قرحة المعدة أو داء السيلياك.
  3. سوء التغذية وعدم تناول مصادر الحديد الحيوانية والنباتية الكافية.
  4. الحمل، حيث يزداد احتياج الجسم للحديد لتغذية الجنين.
  5. النمو السريع في فترة المراهقة دون تعويض غذائي كافٍ.

كيفية التأكد من نقص الحديد

التشخيص لا يعتمد فقط على الأعراض، بل يجب إجراء فحوصات دم متخصصة تشمل:

  • نسبة الهيموغلوبين (Hb).
  • مخزون الحديد في الجسم (Ferritin).
  • الحديد في الدم (Serum Iron).
  • السعة الكلية لارتباط الحديد (TIBC).

ويقوم الطبيب بتقييم النتائج لتحديد شدة النقص ووصف العلاج المناسب، سواء بالأدوية أو التعديلات الغذائية.


نصائح لتعويض الحديد طبيعيًا

لتجنب النقص أو علاجه، يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على:

  • اللحوم الحمراء والكبد والدجاج كمصادر حيوانية غنية بالحديد الهيمي سريع الامتصاص.
  • العدس، السبانخ، الفاصوليا، والبنجر كمصادر نباتية للحديد غير الهيمي.
  • تناول فيتامين C مع الوجبات (مثل عصير البرتقال أو الليمون) لتعزيز امتصاص الحديد النباتي.
  • تجنب القهوة والشاي مباشرة بعد الأكل لأنها تقلل من امتصاص الحديد.

الخلاصة

نقص الحديد حالة شائعة لكنها قابلة للعلاج بسهولة إذا اكتُشفت مبكرًا. المشكلة تكمن في تجاهل الأعراض الأولى مثل التعب أو الشحوب، ظنًا أنها مجرد إرهاق عابر.
لكن الاستماع للجسم والانتباه لهذه العلامات يمكن أن يحميك من مضاعفات أخطر مثل فقر الدم الحاد وضعف المناعة.

إذا شعرت بأي من الأعراض المذكورة، فالأفضل إجراء فحص دم بسيط. لأن الحديد ليس مجرد معدن، بل وقود الحياة الذي يجعل كل خلية في جسمك تعمل بكفاءة.

تعليقات

Ad

Ad

إخلاء مسؤولية: تدير منصة معلومة نيوز بلس محتواها وفقًا لأفضل الممارسات المهنية. الآراء الواردة في المقالات تعبر عن وجهة نظر كاتبيها ولا تعكس بالضرورة رأي الإدارة. نحن نبذل جهدًا معقولاً لضمان دقة المعلومات، لكننا لا نتحمل مسؤولية أي أخطاء قد تطرأ، أو أي قرارات يتخذها القارئ بناءً على محتوى الموقع.