يشهد الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2025-2026 واحدًا من أكثر المواسم إثارة في السنوات الأخيرة، مع اشتعال صراع القمة بين ثلاثة عمالقة: أرسنال، مانشستر سيتي، وليفربول.
كل فريق يمتلك أسلحته الخاصة وطموحه الكبير، لكن مع مرور الأسابيع، تزداد التساؤلات: من سيصمد حتى النهاية؟ ومن سينجح في رفع الكأس الأغلى في عالم كرة القدم الإنجليزية؟
أرسنال.. نضج تكتيكي وحلم العودة إلى القمة
أرسنال هذا الموسم يقدم كرة متوازنة تعتمد على الصبر والبناء المنظم، مع سرعة في التحول الهجومي تجعل الفريق أكثر خطورة.
تحت قيادة ميكيل أرتيتا، بدا “المدفعجية” أكثر نضجًا من أي وقت مضى، إذ جمعوا 19 نقطة من 8 مباريات، بفضل ستة انتصارات وتعادل وهزيمة واحدة فقط، ليتصدروا جدول الترتيب عن جدارة.
الفوز الدرامي الأخير على فولهام منح الفريق دفعة معنوية هائلة وأعاد الحلم إلى جماهير ملعب الإمارات.
لكن التحدي الحقيقي أمام أرتيتا ليس فقط في تحقيق الانتصارات، بل في الحفاظ على نفس النسق في موسم طويل وشاق، خاصة في ظل ملاحقة السيتي وليفربول اللذين لا يعرفان الاستسلام.
أرسنال سيخوض اختبارًا جديدًا أمام كريستال بالاس، في مواجهة ستكشف مدى قدرته على تحمل ضغط الصدارة واستمرارية الأداء العالي.
مانشستر سيتي.. الهدوء قبل الانقضاض
قد لا يحتل مانشستر سيتي الصدارة حاليًا، لكنه لا يزال المرشح الأقوى لمعظم المحللين والجماهير.
فريق بيب جوارديولا معروف بقدرته على الانطلاق بقوة في النصف الثاني من الموسم، حيث يتحول الأداء من جيد إلى مذهل.
السيتي هذا الموسم يعتمد على مرونة تكتيكية هائلة؛ بيب لا يتردد في تبديل المراكز والأدوار، مما يجعل الفريق متجددًا باستمرار.
وجود النجم المصري عمر مرموش إلى جانب إيرلينج هالاند أعطى دفعة هجومية جديدة، خصوصًا أن الأخير يواصل هوايته المفضلة في تحطيم الأرقام القياسية.
السيتي يملك دكة بدلاء هي الأقوى في الدوري، وهو عامل حاسم في سباق طويل مليء بالإصابات وضغط المباريات، ويستعد الآن لمواجهة أستون فيلا في اختبار لن يكون سهلًا خارج الديار.
هالاند.. الآلة التي لا تتوقف
إيرلينج هالاند أثبت مجددًا أنه ظاهرة استثنائية في عالم كرة القدم.
النجم النرويجي يتصدر جدول الهدافين برصيد 11 هدفًا بعد 8 جولات، إلى جانب 4 أهداف في دوري أبطال أوروبا.
قوته البدنية، تمركزه المثالي، وقدرته على التسجيل من أنصاف الفرص تجعله الكابوس الأول لأي دفاع في العالم.
ببساطة، وجود هالاند يمنح السيتي تفوقًا رقميًا ونفسيًا في كل مباراة، فحتى عندما لا يسجل، يخلق مساحة لزملائه، مما يجعل إيقافه شبه مستحيل.
ليفربول.. الصياد الذي ينتظر الفرصة
رغم بعض التراجع في الأسابيع الأخيرة، فإن ليفربول لا يزال منافسًا شرسًا لا يمكن تجاهله.
الفريق الذي يقوده المدرب الهولندي أرني سلوت، ما زال يحتفظ بأسلوبه التقليدي في الضغط العالي والهجوم السريع، مدعومًا بخبرة الأسطورة محمد صلاح الذي يبقى محور الخطورة في منظومة الريدز.
يمتلك ليفربول 15 نقطة من 8 مباريات، متساويًا مع بورنموث في المركز الثالث، لكنه لا يزال قريبًا بما يكفي من القمة ليقلب الطاولة في أي لحظة.
الفريق سيواجه برينتفورد في مباراة صعبة، لكنها قد تمثل بداية عودة قوية نحو الصدارة.
صلاح تحديدًا يعيش مرحلة انتقالية مهمة مع المدرب الجديد، حيث أصبح أكثر انضباطًا تكتيكيًا وأقرب إلى دور صانع اللعب أحيانًا، ما يزيد من تنوع الأداء الهجومي للفريق.
بورنموث.. المفاجأة السارة
بعيدًا عن الأسماء الكبيرة، جاء فريق بورنموث ليخطف الأنظار هذا الموسم.
الفريق جمع 15 نقطة واحتل المركز الرابع، مقدمًا كرة جماعية منظمة وروحًا قتالية عالية جعلته الحصان الأسود في سباق الدوري.
ورغم أن المنافسة على اللقب تبدو بعيدة، فإن وجود بورنموث بين الكبار يضفي إثارة خاصة على المنافسة ويؤكد أن الطموح لا يعرف المستحيل.
قراءة في مشهد المنافسة
بعد مرور ثماني جولات فقط، الصورة لم تتضح بعد، لكن المؤشرات تقول إن الصراع سيكون حتى الأنفاس الأخيرة.
أرسنال يمتلك الطموح، السيتي يمتلك الخبرة والعمق، وليفربول يمتلك روح البطل.
في سباق كهذا، التفاصيل الصغيرة — كإصابة نجم أو تعادل غير متوقع — قد تحدد مصير البطولة.
الترتيب الحالي بعد الجولة الثامنة
| الترتيب | الفريق | النقاط | الانتصارات | التعادلات | الهزائم | الأهداف المسجلة | الأهداف المستقبلة |
|---|---|---|---|---|---|---|---|
| 1 | أرسنال | 19 | 6 | 1 | 1 | 15 | 3 |
| 2 | مانشستر سيتي | 16 | 5 | 2 | 1 | — | — |
| 3 | ليفربول | 15 | 5 | 0 | 3 | — | — |
| 4 | بورنموث | 15 | 4 | 3 | 1 | — | — |
الخلاصة
يبدو أن موسم الدوري الإنجليزي 2025-2026 يسير نحو واحدة من أشرس المعارك الثلاثية في العقد الأخير.
فهل ينجح أرتيتا في تحقيق حلم طال انتظاره لجماهير أرسنال؟
أم يعود جوارديولا ليؤكد هيمنته المعتادة؟
أم يفاجئ صلاح ورفاقه الجميع بعودة جديدة نحو المجد؟
الأسابيع المقبلة ستحمل الإجابة، لكن المؤكد أن الإثارة في البريميرليج لن تتوقف أبدًا.