Ad

أسعار الذهب اليوم في مصر.. تهدئة التوترات الأمريكية الصينية تُربك الأسواق وتخفض الأسعار تدريجيًا

 




شهدت أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025 تراجعًا طفيفًا بعد موجة الارتفاعات التاريخية التي سجلها المعدن الأصفر مطلع الأسبوع، متأثرة بالتهدئة النسبية في التوترات التجارية والجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين. ويأتي هذا التراجع بالتزامن مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي حملت لهجة تصالحية تجاه بكين، ما أدى إلى تراجع الإقبال على الذهب كملاذ آمن عالميًا.


أسعار الذهب اليوم في مصر

سجلت أسعار الذهب في مستهل تعاملات اليوم انخفاضًا محدودًا مقارنة بجلسة أمس، وجاءت الأسعار وفقًا لتحديثات شعبة الذهب في الغرف التجارية كما يلي:

  • عيار 24: 6320 جنيهًا للجرام.
  • عيار 21: 5530 جنيهًا للجرام (الأكثر تداولًا في السوق المحلي).
  • عيار 18: 4740 جنيهًا للجرام.
  • الجنيه الذهب: 44,240 جنيهًا.

ويلاحظ أن السوق المحلية تأثرت مباشرة بالتراجع النسبي في الأسعار العالمية، حيث انعكس ذلك على الأسعار المحلية رغم استمرار ارتفاع الطلب في بعض المناطق الريفية مع اقتراب موسم المناسبات.


التوترات بين أمريكا والصين.. المحرك الأكبر لسوق الذهب

يُعد الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين أحد أبرز العوامل التي تحدد اتجاه أسعار الذهب عالميًا. فمع كل تصعيد في التصريحات أو الإجراءات بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، يتجه المستثمرون نحو الذهب كملاذ آمن يحميهم من التقلبات في الأسواق المالية.

لكن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، التي أبدى فيها رغبته في التوصل إلى "اتفاق قوي وعادل" مع الصين، أحدثت ارتياحًا في الأسواق، ودعمت ارتفاع الأصول الخطرة مثل الأسهم والسندات، مقابل انخفاض الطلب على الذهب.

ومن المقرر أن يعقد ترامب لقاءً ثنائيًا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش قمة مرتقبة في كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل، في خطوة قد تكون حاسمة في إعادة ضبط العلاقات التجارية بين البلدين، وتهدئة المخاوف التي هيمنت على الأسواق خلال الأسابيع الماضية.


الذهب بين السياسة والاقتصاد

يقول خبراء الاقتصاد إن أسعار الذهب لم تعد تتأثر فقط بالمؤشرات المالية التقليدية مثل التضخم وسعر الفائدة، بل أصبحت ترتبط بشكل مباشر بالأحداث الجيوسياسية.

ويضيف الدكتور كريم العطار، الخبير الاقتصادي، في تصريحات خاصة:

"كلما ارتفعت حدة التوترات السياسية أو احتمالات الحرب التجارية، زادت شهية المستثمرين للذهب، باعتباره الملاذ الأكثر أمانًا. لكن مع أي تهدئة، تبدأ الأسعار بالتصحيح الفوري نزولًا، وهو ما نراه اليوم في الأسواق المصرية والعالمية على حد سواء."

وأوضح العطار أن تهدئة العلاقات الأمريكية الصينية ستؤدي غالبًا إلى تحول جزئي لرؤوس الأموال من الذهب إلى الأسهم والسندات، ما يعني إمكانية استمرار الضغط على المعدن الأصفر خلال الأيام المقبلة.


الذهب عالميًا.. الدولار والفائدة في المواجهة

على الصعيد العالمي، استقرت أسعار الذهب عند حدود 4112.31 دولارًا للأونصة بعد أن كانت قد تجاوزت 4200 دولار قبل أيام، لتتراجع بنسبة طفيفة مع عودة شهية المستثمرين نحو المخاطرة.

ويترقب المستثمرون حول العالم اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والذي يُتوقع أن يُعلن خلاله عن خفض جديد في سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في محاولة لدعم النمو الاقتصادي.

وفي حال تحقق هذا السيناريو، فمن المرجح أن يشهد الذهب تحركات متباينة، إذ أن خفض الفائدة عادة ما يدعم الأسعار، بينما تؤدي التهدئة السياسية إلى الاتجاه المعاكس، ما يخلق حالة من التذبذب الحاد.


تأثير الأحداث العالمية على السوق المحلية

رغم أن السوق المصرية لا تحدد أسعار الذهب بشكل مباشر، فإنها تتأثر بشكل فوري بحركة السعر العالمي وسعر صرف الدولار أمام الجنيه. فكل ارتفاع أو انخفاض في سعر الأونصة عالميًا ينعكس على الأسعار المحلية بنفس النسبة تقريبًا، مع إضافة تكلفة المصنعية والضريبة والمصاريف الإدارية التي تختلف من محافظة إلى أخرى.

يقول نادي نجيب، سكرتير شعبة الذهب السابق باتحاد الغرف التجارية:

"الطلب المحلي على الذهب ما زال قويًا، خاصة في عيار 21 و18، لكن الأسعار المرتفعة خلال الفترة الماضية دفعت بعض المستهلكين إلى الإقبال على المشغولات الخفيفة أو الجرامات الصغيرة، وهو ما أثر نسبيًا على حجم المبيعات الكلية."

وأضاف نجيب أن الأسواق تترقب بشغف نتائج لقاء ترامب وشي جين بينغ، إذ سيتحدد بناءً على نتائجه اتجاه السوق خلال الربع الأخير من 2025، سواء بمواصلة التصحيح الهبوطي أو العودة إلى الارتفاع.


هل يستمر التراجع؟

يرى المحللون أن الذهب لن يهبط بقوة في المدى القريب، نظرًا لوجود عوامل داعمة للأسعار مثل تباطؤ الاقتصاد العالمي، واستمرار حالة عدم اليقين في الشرق الأوسط وأوروبا.

لكن في المقابل، إذا نجحت واشنطن وبكين في توقيع اتفاق تجاري شامل، فقد يشهد الذهب موجة تصحيح هبوطية تصل إلى مستويات 4000 دولار للأونصة عالميًا، وهو ما سينعكس محليًا بانخفاضات تتراوح بين 100 إلى 200 جنيه للجرام الواحد.

وتشير تقارير بنوك الاستثمار العالمية إلى أن المستثمرين ما زالوا يحتفظون بجزء كبير من محافظهم بالذهب، كتحوط ضد المخاطر التضخمية المحتملة، خاصة مع التوسع في طباعة النقود والسياسات النقدية المرنة حول العالم.


نصائح للمدخرين والمستثمرين

في ظل التقلبات الحالية، ينصح الخبراء من يرغبون في الاستثمار في الذهب بما يلي:

  1. تجنب الشراء العشوائي أثناء الذروات السعرية.
  2. الاحتفاظ بالذهب كاستثمار طويل الأجل وليس لتحقيق مكاسب سريعة.
  3. متابعة حركة الدولار الأمريكي والفائدة الأمريكية لأنهما المؤشران الأوضح لاتجاه الأسعار.
  4. التنوع في الاستثمار بين الذهب والعملات والأسهم لتقليل المخاطر.
  5. شراء الجنيهات والسبائك أفضل من المشغولات للمستثمرين، لأنها تخلو من المصنعية العالية.

الذهب بين الادخار والاستهلاك

يُعتبر الذهب في الثقافة المصرية أكثر من مجرد معدن نفيس، فهو أداة ادخار مضمونة لدى الأسر، ووسيلة تقليدية للحفاظ على القيمة في ظل أي اضطرابات اقتصادية. ومع تزايد الوعي المالي بين الشباب، أصبح الاستثمار في السبائك والجنيهات الذهبية خيارًا مفضلًا للعديد من الفئات الباحثة عن الأمان المالي.

وتؤكد الإحصائيات الأخيرة أن الطلب المحلي على الذهب زاد بنسبة 18% خلال الربع الثالث من 2025 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، رغم ارتفاع الأسعار القياسية. ويرجع ذلك إلى القلق من التضخم ورغبة المواطنين في التحوط من أي تراجع محتمل في العملة المحلية.


توقعات نهاية العام

تتجه معظم التوقعات إلى أن الذهب سيظل يتحرك في نطاق محدود بين 6200 و6600 جنيه لعيار 24 حتى نهاية العام، ما لم تحدث تطورات مفاجئة على الساحة السياسية أو الاقتصادية.

ويرى محللون أن عام 2026 قد يشهد تحولًا جديدًا في اتجاه الأسعار مع اقتراب الانتخابات الأمريكية وتزايد التحديات الاقتصادية، مما قد يعيد الذهب إلى الارتفاع مجددًا في حال عادت التوترات إلى الواجهة.


خلاصة

بينما يستفيد المستهلك المصري من التراجع الطفيف في الأسعار الحالية، يظل الذهب مرآة تعكس مزاج الاقتصاد العالمي، يتأثر بتصريحات القادة واجتماعات البنوك المركزية أكثر مما يتأثر بالعوامل المحلية.

ومع استمرار حالة الترقب في الأسواق، يبقى السؤال الأهم:
هل سيواصل الذهب رحلة الهبوط إذا تحقق التقارب بين واشنطن وبكين، أم أن التوترات ستعود لتشعل أسعاره من جديد؟

حتى تتضح الإجابة، يبدو أن المستثمرين والمستهلكين على حد سواء يفضلون التريث، بانتظار ما ستسفر عنه الأيام القليلة المقبلة.

تعليقات

Ad

Ad

إخلاء مسؤولية: تدير منصة معلومة نيوز بلس محتواها وفقًا لأفضل الممارسات المهنية. الآراء الواردة في المقالات تعبر عن وجهة نظر كاتبيها ولا تعكس بالضرورة رأي الإدارة. نحن نبذل جهدًا معقولاً لضمان دقة المعلومات، لكننا لا نتحمل مسؤولية أي أخطاء قد تطرأ، أو أي قرارات يتخذها القارئ بناءً على محتوى الموقع.