
تُختتم اليوم، الثلاثاء 25 نوفمبر 2025، مباريات الجولة الرابعة عشرة من الدوري المصري الممتاز بمواجهة مرتقبة تجمع بين فريقي بيراميدز والمقاولون العرب. اللقاء، المقرر إقامته في الخامسة مساءً بتوقيت القاهرة على استاد الدفاع الجوي، لا يحمل طابع المنافسة المحلية المعتادة فحسب، بل يُقام تحت شعار "الإثارة والندية" نظراً لأهميته القصوى لكلا الفريقين.
يدخل الفريقان المباراة بظروف وأهداف متباينة، مما يزيد من صعوبة التكهن بالنتيجة النهائية. فبينما يطمح الفريق السماوي، بيراميدز، في حصد النقاط الثلاث لمواصلة زحفه القوي ومطاردة الصدارة، يسعى فريق "ذئاب الجبل"، المقاولون العرب، إلى تصحيح مساره والقفز نحو منطقة أكثر أماناً في جدول الترتيب.
طموحات بيراميدز ومطاردة الصدارة
يدخل بيراميدز المباراة بذهنية المنتصر والواثق من قدراته، مستنداً إلى الانتصار الكبير الذي حققه مؤخراً على فريق ريفرز يونايتد بثلاثة أهداف نظيفة في مستهل مشواره بدور المجموعات ببطولة دوري أبطال أفريقيا. هذا الفوز الأفريقي منح الفريق دفعة معنوية هائلة وثقة إضافية قبل المواجهة الهامة أمام المقاولون العرب.
يحتل بيراميدز حالياً المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري المصري برصيد عشرين نقطة. ما يميز موقف الفريق هو أنه أقل فرق المسابقة خوضاً للمباريات هذا الموسم، حيث لعب تسع مباريات فقط حتى الآن، محققاً ستة انتصارات وتعادلين وخسارة وحيدة.
ويعني فوز بيراميدز في مواجهة اليوم وصوله إلى النقطة الثالثة والعشرين. هذا السيناريو سيدفعه للتفوق مباشرة على الزمالك، صاحب الاثنتين والعشرين نقطة، ليجبر الأبيض على التراجع إلى المركز الرابع، كما سيتساوى بيراميدز مع الأهلي في عدد النقاط. وفي هذه الحالة، سيحتل السماوي وصافة المسابقة بفضل تفوقه في المواجهات المباشرة بعد فوزه على الأحمر بهدفين دون رد في الأسبوع الخامس.
حسابات القمة وتأثير النتيجة على الأهلي والزمالك
تكتسب المباراة أهمية مضاعفة كونها تؤثر بشكل مباشر على الصراع المحتدم في قمة الجدول. فبيراميدز يلعب لحساب نفسه ولحساب منافسيه التقليديين في نفس الوقت.
التركيز الأكبر ينصب على نادي الزمالك، حيث أن أي فوز لبيراميدز سيخرجه من المربع الذهبي مؤقتاً، ويؤكد على أن بيراميدز ليس مجرد منافس عابر بل قوة ثابتة تسعى للتربع على عرش الوصافة على الأقل.
أما الأهلي، المتصدر، فسوف يشعر بالضغط المباشر لأن تساوي بيراميدز معه في عدد النقاط مع مبارياته المؤجلة يعني أن أي تعثر قادم للأحمر سيمنح الفرصة لبيراميدز للتقدم بشكل جدي نحو الصدارة.
من الناحية الفنية، فإن المقارنة بين عدد نقاط بيراميدز وعدد المباريات التي لعبها (9 مباريات مقابل 13-14 لمعظم الفرق) تظهر أن الفريق يتمتع بأفضلية حقيقية في صراع النقاط المؤجلة، مما يجعل كل مباراة يخوضها حالياً بمثابة "مباراة بطولة".
تعليمات الجهاز الفني لبيراميدز
شدد الكرواتي كرونسلاف يورتشيتش، المدير الفني لبيراميدز، على لاعبيه بضرورة الالتزام الكامل بالتعليمات الفنية التي وضعها للمباراة، محذراً من التهاون أو الاستخفاف بخصم المقاولون العرب رغم موقفه المتأخر في الجدول.
طالب يورتشيتش بالاعتماد على سرعة نقل الكرة والتحرك المستمر داخل الملعب، لفتح الثغرات في دفاعات "ذئاب الجبل" المتوقع أن يلعب بتحفظ دفاعي كبير، مع الحفاظ على التمركز الجيد لتجنب أي هجمات مرتدة مفاجئة.
ركزت التعليمات على اللعب بإيجابية هجومية عالية على مرمى المقاولون العرب منذ البداية، بهدف تسجيل هدف مبكر يريح الأعصاب ويجعل إدارة المباراة أسهل، والتركيز على حصد الثلاث نقاط لمواصلة مطاردة الصدارة.
وضع المقاولون العرب وتصحيح المسار
على الجانب الآخر من الملعب، يدخل المقاولون العرب المباراة وهدفه الأساسي هو تصحيح المسار واستعادة الانتصارات بعد سلسلة من النتائج غير المستقرة، كان آخرها التعادل أمام سموحة بهدف لمثله في الجولة الماضية.
يحتل المقاولون العرب المركز الثامن عشر (ما قبل الأخير) في جدول ترتيب الدوري برصيد 10 نقاط فقط، جمعها من 13 مباراة. سجل الفريق فوزاً وحيداً فقط منذ انطلاق الموسم، كان أمام مودرن سبورت في الجولة 12، بالإضافة إلى 7 تعادلات و 5 هزائم.
يدرك المدير الفني للمقاولون، سامي قمصان، أن أي نقطة أمام فريق بقوة بيراميدز تُعد مكسباً ثميناً. الهدف هو الخروج بنتيجة إيجابية تمنح الفريق دفعة معنوية وتساعده على التقدم ولو بخطوة واحدة نحو الابتعاد عن منطقة الهبوط الخطرة.
استراتيجية سامي قمصان والتحذيرات
وجه سامي قمصان، المدير الفني للمقاولون العرب، تحذيرات شديدة اللهجة للاعبيه، مشدداً على أهمية الانضباط التكتيكي وعدم ارتكاب الأخطاء الساذجة التي قد يستغلها هجوم بيراميدز السريع.
حذر قمصان بشكل خاص من التسرع في إنهاء الهجمات القليلة المتاحة، مؤكداً أن الفاعلية الهجومية هي مفتاح إرباك الخصم في مثل هذه المباريات الصعبة.
وشدد على أهمية استغلال الفرص المتاحة لتسجيل هدف مبكر. ويرى قمصان أن هذا الهدف المبكر يمكن أن يربك حسابات الفريق السماوي بشكل كامل، ويمنح فريقه الأفضلية المعنوية والفنية لتعزيز موقفه الدفاعي واللعب على الهجمات المرتدة المنظمة.
أهمية نقاط المباراة لكلا الفريقين
تُعد نقاط هذه المباراة من أثمن النقاط في مشوار الفريقين لهذا الموسم، وإن كانت لأسباب مختلفة تماماً. إنها مواجهة بين طموح القمة وخطر القاع.
بالنسبة لبيراميدز، تمثل هذه المباراة فرصة "قفز" حقيقية في الترتيب، حيث سيتجاوز منافسه المباشر الزمالك ويصبح الوصيف. النقاط الثلاث هي جواز المرور لتأكيد نوايا الفريق في المنافسة الحقيقية على درع الدوري المصري.
في المقابل، تمثل نقاط المباراة للمقاولون العرب طوق نجاة. أي نقطة يحصل عليها الفريق هي دفعة حيوية للروح المعنوية، وتقلل الضغط على اللاعبين في ظل وضع الفريق الحرج.
ختام الجولة الرابعة عشرة وتوقعات المشهد
تضع مباراة بيراميدز والمقاولون العرب ختاماً ساخناً للجولة الرابعة عشرة. المشهد المتوقع هو سيطرة وضغط هجومي من بيراميدز، يقابله تنظيم دفاعي مُحكم ومحاولات للاعتماد على التحولات السريعة من المقاولون.
سيُدار اللقاء بمعركة تكتيكية بين خبرة يورتشيتش ورغبة قمصان في إثبات الذات وتحسين موقف فريقه. الأداء الجيد لبيراميدز في دوري الأبطال يُعطي مؤشراً لمدى جاهزيته الفنية والبدنية.
في النهاية، لن تحدد نتيجة هذه المباراة مصير الفريقين فقط، بل ستعيد رسم خريطة المراكز المتقدمة في جدول الدوري المصري الممتاز. فإذا فاز بيراميدز، ستشتعل المنافسة بينه وبين الأهلي، مع تراجع الزمالك خطوة للوراء في صراع القمة.