Ad

لن تصدق ما يحصل لجسمك عندما تأكل البصل كل يوم؟



​يُعد البصل مكوناً أساسياً في معظم الأطباق حول العالم، ولا تقتصر أهميته على النكهة المميزة التي يضيفها، بل يمتد تأثيره إلى تعزيز الصحة العامة ودعم الوظائف الحيوية للجسم. هذا الخضار المتواضع هو كنز من العناصر الغذائية والمركبات النشطة بيولوجياً.

​البصل غني بمضادات الأكسدة القوية والمركبات النباتية التي تعمل على مكافحة الالتهابات، ودعم جهاز المناعة، وقد توفر حماية ضد مجموعة من الأمراض. ويُعزى جزء كبير من هذه الفوائد إلى احتوائه على مركب "الكيرسيتين" وفيتامينات أساسية أخرى.

​مكافحة الالتهاب ودعم المناعة

​يحتوي البصل على مكونات صحية تساعد في مكافحة الالتهاب المزمن في الجسم. وهو مصدر غني بالفلافونويد، وهي مركبات تكافح الجذور الحرة التي تتسبب في الضرر الخلوي. ويُعد الكيرسيتين، وهو أحد هذه الفلافونويدات، عنصراً أساسياً في هذا التأثير.

​هناك عدة دراسات بحثت في العلاقة بين مستويات الكيرسيتين والتأثيرات المناعية في الجسم. وقد أكدت مراجعات علمية عديدة على الفوائد الصحية لزيادة تناول الكيرسيتين، مما يساهم في بناء نظام مناعي أقوى وأكثر استعداداً للدفاع عن الجسم.

​بالإضافة إلى الكيرسيتين، يحتوي البصل على مركبات الجلوتاثيون ومركبات السيلينيوم، وفيتامينات "E" و "C"، وكلها تساهم بشكل جماعي في خصائصه المضادة للأكسدة. هذا المزيج النشط يحمي الخلايا من الأكسدة والإجهاد، مما يقلل من مخاطر الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر.

​الحماية من البكتيريا وبعض أنواع السرطان

​يتمتع البصل بقدرة طبيعية على محاربة مجموعة من البكتيريا الضارة التي قد تؤثر على صحة الإنسان. تشير الأبحاث إلى أن مستخلصات البصل يمكن أن تساهم في تثبيط نمو بكتيريا شائعة مثل: "إي كولاي"، والمكورة العنقودية الذهبية (S. aureus)، والعصية الشمعية (Bacillus cereus).

​كما يشير الكيرسيتين، وهو المفتاح هنا أيضاً، إلى قدرته على تثبيط نمو بكتيريا الملوية البوابية (H. pylori)، وهي بكتيريا معروفة بارتباطها بسرطان المعدة ونوع نادر من سرطان لمفوما لاهودجكينية. هذا الدور الوقائي مهم للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.

​على الرغم من أن نتائج الأبحاث قد تتباين، إلا أن بعض الدراسات تُشير إلى أن تناول البصل بانتظام قد يقلل من خطر الإصابة بسرطانات معينة. هذا التأثير الوقائي يُلاحظ بشكل خاص في السرطانات التي تصيب الجهاز الهضمي، مما يعزز فكرة أن البصل جزء من نظام غذائي صحي مضاد للسرطان.

​دعم صحة العظام والتحكم في سكر الدم

​يُعتقد أن أحد أقوى مركبات البصل يعمل على تعزيز صحة العظام وتقويتها. فقد أظهرت الدراسات أن ببتيداً موجوداً في البصل يُدعى «GPCS» يمنع تكسر العظام، ويقلل من فقدان كتلة العظام، ويخفض بالتالي خطر الإصابة بالكسور وهشاشة العظام.

​إضافةً إلى دعم الهيكل العظمي، أثبت مستخلص البصل في الدراسات التي أُجريت على الحيوانات قدرته الواضحة على خفض مستوى جلوكوز الدم المرتفع. وعند إعطائه بجانب دواء الميتفورمين لمرض السكري، أظهر المستخلص انخفاضاً ملحوظاً في مستويات سكر الدم الصائم.

​يمثل هذا التأثير على سكر الدم اكتشافاً واعداً، خاصةً نظراً لأسعار البصل المعقولة وسلامته كعنصر غذائي يومي. فدمج البصل في النظام الغذائي يمكن أن يكون وسيلة طبيعية ومتاحة لدعم جهود التحكم في مستويات السكر لدى الأفراد المعرضين للخطر أو المصابين بالسكري.

​تعزيز صحة الجهاز الهضمي والأمعاء

​تُعد الألياف الغذائية ضرورية لنمو وتغذية بكتيريا الأمعاء المفيدة، ويُعد البصل من أفضل الأطعمة "المُعززة" التي تساهم في حماية بطانة الأمعاء ودعم البيئة المعوية الصحية.

​يحتوي البصل، مثل العديد من الخضراوات والفواكه الأخرى، على مركب «الإينولين». الإينولين هو مُركب معزز حيوي (بريبايوتيك) يشجع النمو الصحي والمستدام لبكتيريا الأمعاء الجيدة.

​على الرغم من الحاجة إلى المزيد من الأبحاث لتعميق فهمنا لهذا التأثير، إلا أن الأدلة المتوفرة تثبت أن البصل يساعد في بناء بيئة معوية صحية. ولذلك، يُنصح الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الأمعاء بالاستفادة من إدراج البصل في نظامهم الغذائي بانتظام، بدلاً من تناوله كتوابل بسيطة.

​القيمة الغذائية الغنية للبصل

​يُعد البصل طعاماً مغذياً منخفض السعرات الحرارية، ويمكن أن يساهم بشكل فعال في بناء نظام غذائي صحي ومتوازن. على سبيل المثال، يحتوي مقدار نصف كوب من البصل النيئ على 30 سعراً حرارياً فقط.

​بالنسبة لمحتواه من المغذيات الكبرى، يوفر نصف كوب من البصل النيئ حوالي 7 غرامات من الكربوهيدرات، وغرام واحد من الألياف الغذائية، وغرام واحد من البروتين، إلى جانب 5 غرامات من السكريات الطبيعية.

​كما يزود البصل الجسم بكميات صغيرة لكن مهمة من الفيتامينات والمعادن الأساسية، بما في ذلك الحديد، والبوتاسيوم، وفيتامين "سي" و "بي"، والكالسيوم، وحمض الفوليك، والسيلينيوم، والزنك، مما يجعله داعماً شاملاً لوظائف الجسم اليومية.

​فوائد البصل تتجاوز المطبخ

​إن الفوائد الصحية للبصل، التي تنبع من مركباته النشطة مثل الكيرسيتين ومركبات السيلينيوم، تجعله أكثر من مجرد عنصر نكهة. فتناوله يومياً يدعم وظائف الجسم المختلفة من الداخل إلى الخارج.

​إن تأثيره على خفض الالتهاب ومكافحة البكتيريا يجعله حليفاً قوياً للجهاز المناعي، بينما قدرته على دعم صحة العظام والتحكم في سكر الدم تساهم في الوقاية من الأمراض المزمنة الشائعة.

​علاوة على ذلك، فإن دوره كمعزز حيوي عبر احتوائه على الإينولين يضمن أن تكون صحة الجهاز الهضمي لديك في أفضل حال، مما ينعكس إيجاباً على الصحة العامة.

​خلاصة القول: البصل كاستثمار صحي

​إن دمج البصل في نظامك الغذائي اليومي هو استثمار بسيط ولكنه فعال في صحتك طويلة الأجل. فمركباته تعمل على مستويات متعددة داخل الجسم، من حماية بطانة الأمعاء إلى الحماية من التلف الخلوي.

​مع استمرار الأبحاث، تتكشف المزيد من الأدوار الإيجابية لهذا الخضار، مما يؤكد مكانته كـ"صيدلية طبيعية" في متناول الجميع. البصل لا يضيف نكهة فحسب، بل يضيف سنوات من الصحة والحيوية.

​لذلك، فإن تناول البصل بانتظام يضمن حصولك على جرعات مستمرة من مضادات الأكسدة والمعززات الحيوية، مما يدعم مناعتك، وصحة الأيض، ويحافظ على سلامة الجهاز الهضمي والعظام.

تعليقات

Ad

Ad

إخلاء مسؤولية: تدير منصة معلومة نيوز بلس محتواها وفقًا لأفضل الممارسات المهنية. الآراء الواردة في المقالات تعبر عن وجهة نظر كاتبيها ولا تعكس بالضرورة رأي الإدارة. نحن نبذل جهدًا معقولاً لضمان دقة المعلومات، لكننا لا نتحمل مسؤولية أي أخطاء قد تطرأ، أو أي قرارات يتخذها القارئ بناءً على محتوى الموقع.